في ليلة من ليالي فرنسا الباردة ..بين الأزقة ..وسط كثب دخان السجائر ..نجلس أنا والشبان على عتبة منزل مهجور ، ندندن بأصوات غير مفهومة . ملقاة أمامنا بقايا طعام جمعناها من هنا وهناك ..أو سرقنا بعضها...
اعتدنا المبيت هنا في آخر النهار ..بعد أن أخذنا كِفايتنا من طعنات العنصرية من النبذ والإستحقار... من الجوع والفقر .أخيرا وفي آخر النهار نلتَحف الذل والهوان بلحاف الطقس البارد ..تحوم كوابيس مرارة الغربة فوق رؤوسنا ..يئن الظلام لحالنا هنا ..
أتى صديق الغربة مُثخنًا بالجراح ..استطعت تمييز بعض منها من أشعة ضوء المصباح في رأس الشارع على أنها لكمات .. ..رمى بثقله على الحائط ..جلس ينحب بقوة ....لم أكلف نفسي في أن أسأله عن الحادثة ، بطبيعة الحال ليس هو الوحيد من يتعرض لمثل هذا ، لذلك لم أكن مُتفاجئا جدا ، وحملي الثقيل في قلبي لم يسعفني لِنجدته ... جلست افكر ..:
أحيانا نحتاج من يُربت على أَكتفانا بحنان ..يخبرنا عند كل عرقلة في المسير..: لا بأس لِنفعلها معا مجددا ..
أحيانا نحتاج أن نُهز في سرير الأطفال ..علنا نتذكر أن الطريق كان هنا سهلا ...
إننا نَحترق..تُكوى جراحنا المفتوحة بقضيب حديد ملتهب ...
كُتبت وصمة المعاناة على جَبيننا مذ ولدنا ....
0 تعليقات